حشو العصب، المعروف أيضًا باسم “علاج قناة الجذر”، هو إجراء طبي يُستخدم على نطاق واسع لإنقاذ الأسنان التي تعرضت لتلف شديد في الأنسجة الداخلية أو العدوى العميقة. وعلى الرغم من انتشار هذا الإجراء في عالم طب الأسنان، إلا أن العديد من المرضى لا يزالون يطرحون أسئلة حول طبيعته، ألمه، مدته، فوائده، وما يمكن توقعه قبل وبعد الخضوع له.

ما هو حشو العصب ولماذا يُجرى؟

حشو العصب هو الحل العلاجي للسن المصاب من الداخل، تحديدًا في اللب السني الذي يحتوي على الأوعية الدموية والأعصاب. عند إصابة هذا اللب بعدوى بكتيرية أو تعرضه لتلف شديد بسبب تسوس عميق أو كسر في السن، يصبح من الضروري إزالة الأنسجة المتضررة لمنع تفاقم الحالة وانتقال العدوى إلى العظم المحيط.

يتم خلال الإجراء تنظيف القنوات الجذرية بدقة، ثم تعبئتها بمادة طبية مانعة للعدوى، وأخيرًا يتم إغلاق السن بترميم دائم أو وضع تاج للحفاظ على متانته. الهدف النهائي من هذا العلاج هو الحفاظ على السن الطبيعي وتجنب اللجوء إلى الخلع، مما يُعد خطوة مهمة للحفاظ على تناسق الفم وصحة الأسنان.

هل حشو العصب مؤلم؟

في السابق، ارتبط حشو العصب بالخوف بسبب الألم، لكن مع تطور التقنيات الطبية واستخدام التخدير الموضعي الحديث، أصبح الإجراء يُجرى دون ألم تقريبًا. يشعر بعض المرضى بانزعاج خفيف بعد الجلسة، إلا أن هذا الشعور مؤقت ويمكن السيطرة عليه بسهولة من خلال المسكنات البسيطة مثل الإيبوبروفين، كما أن الطبيب يحرص على تقديم التعليمات المناسبة للتعامل مع أي أعراض محتملة.

كم يستغرق إجراء حشو العصب؟

تختلف مدة الجلسة حسب تعقيد الحالة وعدد القنوات الجذرية داخل السن الواحد. بشكل عام، تتراوح مدة الجلسة الواحدة بين 60 إلى 90 دقيقة. في بعض الحالات، قد يقرر الطبيب تقسيم العلاج على جلستين لضمان أفضل نتائج، خاصة إذا كانت العدوى متقدمة أو القنوات الجذرية معقدة التركيب.

هل حشو العصب مناسب لجميع الأسنان؟

نعم، يمكن إجراء حشو العصب لمعظم الأسنان سواء الأمامية أو الخلفية، طالما أن التلف لم يبلغ مرحلة غير قابلة للإصلاح. ومع ذلك، في بعض الحالات النادرة التي تتعرض فيها السن لتلف كامل أو كسر شديد في الجذر، قد يوصي الطبيب بإجراء الخلع كخيار علاجي نهائي.

ماذا يمكن أن نتوقع بعد حشو العصب؟

بعد إتمام الإجراء، من الطبيعي أن يشعر المريض ببعض الحساسية أو الألم الطفيف لعدة أيام، وغالبًا ما يزول تدريجيًا. يُنصح في هذه الفترة بتناول أطعمة لينة، وتجنب الضغط على السن المعالج حتى يتم الانتهاء من الترميم النهائي، خاصة إذا كان مؤقتًا.

هل يصبح السن أضعف بعد العلاج؟

نعم، تفقد الأسنان التي خضعت لحشو العصب جزءًا من صلابتها نتيجة إزالة الأنسجة الداخلية وتوقف تغذيتها العصبية. لذلك، يوصى بوضع تاج دائم فوق السن لحمايته من الانكسار ودعمه ليستمر في أداء وظيفته بشكل طبيعي.

كم يدوم حشو العصب؟

يمكن لحشو العصب أن يدوم لسنوات عديدة، إذا تم تنفيذه بطريقة صحيحة وجرى الاعتناء بالسن جيدًا. من العوامل التي تساعد في إطالة عمر العلاج: الحفاظ على نظافة الفم، والابتعاد عن العادات المضرة مثل طحن الأسنان أو فتح العلب بالأسنان، بالإضافة إلى المراجعة الدورية لدى طبيب الأسنان.

هل يمكن أن يعود الألم بعد العلاج؟

في أغلب الحالات، ينجح علاج العصب في إزالة الألم بشكل نهائي. ولكن في حالات نادرة، قد تعود العدوى بسبب تسرب بكتيري أو عدم تنظيف القنوات بشكل كامل، مما يستدعي إعادة العلاج (إعادة حشو العصب) للتخلص من مصدر الألم مجددًا.

هل يمكن تناول الطعام بعد الإجراء؟

يُنصح بالامتناع عن الأكل حتى زوال تأثير التخدير لتفادي عض اللسان أو الخد. كما يُفضل في الأيام الأولى تناول أطعمة لينة وتجنب المضغ على الجانب المعالج حتى يتم الانتهاء من وضع الحشوة أو التاج الدائم.

ما هي المخاطر المحتملة وكيف يمكن الوقاية منها؟

رغم أن حشو العصب يُعد إجراءً آمنًا وفعالًا، إلا أن هناك بعض المخاطر النادرة مثل الإصابة بعدوى جديدة أو حدوث كسر في السن. وللوقاية، من المهم اختيار طبيب مختص ذو خبرة، والالتزام بتعليماته بعد العلاج، إلى جانب المتابعة الدورية.

ختامًا

يُعد حشو العصب علاجًا فعّالًا يُمكّن المرضى من الاحتفاظ بأسنانهم الطبيعية بدلًا من خلعها. إذا كنتِ تعانين من ألم في الأسنان أو شككتِ بوجود مشكلة داخلية، لا تترددي في زيارة عيادات بانوراما التخصصية للحصول على تقييم دقيق، وتشخيص مناسب، وخطة علاجية متكاملة تهدف إلى راحتكِ والحفاظ على ابتسامتكِ.